رحلة الموت

في ذلك اليوم القيت نظرة على والدتي و هي تعد لي فطور الصباح،  امي هي الوحيدة التي لازلت اكن لها الحب و كان صعب ان اتركها،  اما باقي اخوتي وابي و باقي البشر لم اعد احمل اية مشاعر اتجاههم لقد تحجر قلبي،  كانت اخر الكلمات التي قالتها لي امي قبل ان اغادر و اغيب عنهم لسنوات،  قالت لي لماذا لا تصلي يا عماد،  لماذا لا تعود كما كنت و تنسى،  قلت لها لن انسى و لن اذوق طعم النوم و الراحة حتى يدفعوا الثمن،  خرجت من المنزل دون الالتفاف للخلف،  الوجهة عمي محمود القاطن باحدى الولايات الساحلية،  وصلت في المساء،  والرحلة كانت مبرمجة عند منتصف الليل،  استضافني في بيته و تناولنا العشاء معا،  و عند اقتراب منتصف الليل خرجنا لمنطقة معزولة في شاطئ صخري،  اين كان زورق يتسع لعشرين شخص في انتظارنا،  تفاجئت في ما بعد ان عددنا كان اكثر من اربعين،  شباب في عمر الزهور كرهوا البلاد و العباد،  يخاطرون بحياتهم كلعبة قمار اما يفوزون بكل شيئ او الخسارة و هي اكبر خسارة خسارة الروح،  كانت ليلة شديدة الظلام،  ليلة من ليالي الشتاء البارد في وطني،  الوجهة احدى المدن الايطالية،  ركبت و كلي يقين اني سأصل الى الجهة الاخرى،  لم امت بعد كل الذي حدث و مكوثي في العناية المركزة،  لن اموت الان لن اموت حتى احقق غايتي، بعد ساعة من الاقلاع بدأت امواج البحر تتقاذف القارب ككرة صغيرة بين ارجل اللاعبين،  و بدأت ملابسنا تتبلل،  لقد تجمدنا من البرد و هناك من فارق الحياة قبل ان نصل،  لقد كان مراهقا لم يتجاوز 17 سنة،  لم يتحمل البرد،  لقد اغمي على الكثير فالرحلة دامت ستة ساعات و لم نصل الى اليابسة الا بعد ان يأسنا من الحياة، وصلت منهك القوى و بعد بضعة خطوات فقدت الوعي و لم استيقظ الا وانا في مصحة تابعة للشرطة الايطالية

Comments

Popular posts from this blog

نبذة عن الملابس التقليدية الماليزية

منح مختلفة للدراسات العليا

نقطة تحول