عمي محمود

بعد مدة قليلة من الافاقة من الغيبوبة سقت للسجن بتهمة السرقة،  و المجرمين الذين اذياني لدرجة الموت طلقاء احرار.  سمعت بقهر الرجال و ها انا اعايشه احساس لا يمكن تحمله لانك لا تستطيع فعل شئ لم اعد اقوى على الكلام و كان كلامي عبارات عن اجابات بنعم او لا و ذلك طيلة الشهرين الاولين في السجن و لم يخرجني من هذه الحالة الا عمي محمود،  رجل قارب الستين من العمر كان بحارا و نظرا لشح البحر و الاسماك في الاعوام الاخيرة اصبح ينقل المهاجرين الغير شرعيين الى ايطاليا امسكته البحرية في احدى المرات و هو يقضي عقوبة السجن التي بقي منها عام واحد،  و ككل رجال البحرية كان رجلا حكيما و قويا و شهما،  ساعدني في التاقلم في السجن و اخرجني من حالتي التي كنت فيها،  اذكر ذلك اليوم جيدا كانت الثالثة ليلا و لم استطع النوم كالعادة كان بركان الغضب ينفجر داخلي و لكن شعور بالضعف و العجز كان يقهرني،  نهض محمود و وجدني في زاوية الزنزانة منكمشا على نفسي،  صاح بي بعد ان اوقفني الى متى ستظل هكذا قم يا رجل اذا اردت ان تثار ممن ظلموك يجب ان تملك شيئين في هذه الدنيا،  القوة و المال،  انهض و اعمل على الحصول عليهما و بعدها افعل بمن ظلمك ما تشاء،  بالقوة و المال لن تعود لهذا المكان القذر ابدا.  كلمات حفرت في قلبي و عقلي الهدف الان هو البحث عن القوة و المال، لقد اصبح لي هدف الان في هذه الحياة بعدما يأست من كل شيء او بالاحرى بعد ان كنت ميتا.

Comments

  1. انتظر تعليقاتكم من اجل المواصلة و الاستمرار، و يسعدني الاجابة عن اي استفسارات

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

نبذة عن الملابس التقليدية الماليزية

منح مختلفة للدراسات العليا

نقطة تحول